أسطورة القندس والشيهم قصة أسطورية من أروع الحكايات

 اسطورة

في أسطورة تحكي عن القندس والشيهم أو النيص، سيعيش الاثنان قصة اسطورية يواجهان فيها أحداث وصدامات معبرة بينهما. في أحداث أسطورة قديمة تدور فصولها في أرض الهند القديمة في أمريكا. استمتعوا بهذه الاسطورة بين هاذين الحيوانين.

اسطورة
اسطوره

هناك سبب وجيه للعداوة القائمة بين ساكني ضفاف النهر العظيم، أي بين القندس والشيهم. في اسطورة قديمة كانت تربطهما في البداية صداقة قوية. كان الشيهم يعيش في كهف، وكلما سافر عرّج على القندس ليحادثه.

 أنواع الأسطورة

كان الإثنان يتحدثان عن كل شيء تحت أشعة الشمس، ويتباحثان في آخر الأخبار، ومن وقت لآخر كانا يقيمان مأدبة يتنعمان بها، ثم يتبادلان الهدايا.

وفي أحد هذه اللقاءات عند سد القندس، فكر الأخير بخطة ماكرة. وقال للشيهم على نحو مفاجئ: "ما رأيك لو ذهبنا لنلعب؟".

دُهش الشيهم لفكرة اللعب هذه بعد أن أكلا حتى التخمة، لكنه مع ذلك وافق قائلا: "لا بأس، لكن أين سنلعب؟ إن مكانك ضيق، كما تعلم".

رد القندس مبتسما: "في الماء طبعا، سنغوص تحت الماء". ارتجف الشيهم وشعر بالخوف وهو يقول: "إن هذا ليس بالعمل الجيد. إنني خائف، وأنا لا أجيد السباحة كما تعلم".

فقال القندس مقترحا: "لا تقلق، سأحملك على ظهري". وعلى مضض تسلق الشيهم، موافقا، ظهر مضيفه العريض كيلا يجرح مشاعره. وحالما صعد الشيهم، قفز القندس في الماء، وراح يغوص حتى وصل القاع. وقال بتكبر: "هل ترى تلك الفخاخ التي وضعتها هناك؟".

لكن الشيهم لم يكن في وضع يسمح له بالنظر إلى أي شيء. فقد عبأ كميات هائلة من الماء، فراح يصارع لحبس أنفاسه والنجاة من هذه التهلكة المزرية. لقد امتلأت بطنه بالماء، فتكورت وصارت بحجم البطيخ.

قهقه القندس بخبث، وتباطأ كثيرا قبل أن يعوم على سطح الماء، ولما فعل، كان الشيهم شبه غائب عن الوعي، وعلى وشك أن يُسلم الروح إلى بارئها. سجاه القندس على العشب، وكان منهك القوى، تكاد روحه أن تزهق.

ثم قال القندس بخبث: "لم يخطر ببالي أن الماء يمكن أن يؤذي مخلوقا قويا مثلك"، لكنه سرعان ما قفز في البركة تحسبا من رشقة الشيهم له ببضع من أشواكه، إن هو استعاد عافيته فجأة.

ظل الشيهم مستلقيا هناك وهو يتأوه ويلفظ الماء من جوفه، ويفكر في الانتقام قائلا بغضب: "انتظر أيها العجوز المترهل، سأمسح تلك الابتسامة الماكرة عن وجهك".

 تعبير عن أسطورة

وفي منتصف أحداث أسطورة قصيرة ذهب الشيهم إلى بيته متثاقلا، ولم يصله إلا عند حلول الظلام. لكنه استعاد عافيته في صباح اليوم التالي، وعند الفجر كان يطوف بالبحيرة، فيدمر سـدود القندس، الواحد تلو الآخر، وهو يقهقه بصوت عال. وسرعان ما برز من الماء رأس ذو شاربين.

أسطورة قديمة
اسطورة

صاح القندس غاضبا: "ماذا تفعل؟"، وارتعد صوته من الغضب لما رأى الخراب الذي أحدثه الشيهم بسدوده.

بسخرية رد الشيهم: "لماذا كل هذا الانفعال؟ لا أعتقد أنك ستثور من أجل شيء تافه كهذا. انظر إلى منظرك المضحك". ثم دحرج الشيهم صخرة كبيرة من قمة المنحدر فأتت على سد آخر، مما دمره وجعل التيار يبتلعه.

استشاط القندس غضبا وقال مهددا: "ستدفع ثمن هذا أيها الشيهم الجبان"، ثم اختفى تحت السطح. لقد عرف الآن أنه لن يستطيع أبدا أن يهزم الشيهم لوحده، لهذا ذهب ليحضر إخوته وأخواته، وجداته وكبير أجداده. باختصار، شكى همه لكل أفراد عائلته. وبما أن القنادس تربطها رابطة متينة، فإنها لم تتردد، بل لبت النداء في الحال.

لقد شعر الشيهم أن مزحته التافهة لن تمر بسلام، لكنه كان واثقا أن إبره الشوكية ستحميه. لهذا كان يجري من شجرة إلى شجرة لا يلوي على شيء، لكنه كان يُخلف وراءه أثرا لا تخطئه حتى بومة في وضح النهـار. ولما اكتشفت القنادس الأثر، في الحال طوقت الشيهم على غفلة منه.

أطلقت القنادس صيحات مدوية حتى امتلأت الغابة بأصواتها. وانتصبت أشواك الشيهم وصارت جاهزة للإطلاق، لكن أعـداءه تحسبوا لهذا الأمر مسبقا، لذلك ألقوا عليه أغطية لمنعه من وخزهم، ثم ربطوا نهايات الأغطية بعقد هندية لكيلا يهرب، وساروا به إلى النهر العظيم، منتشين بالنصر.

سألت القنادس زعيمها: "ماذا سنفعل به؟"، فرد الزعيم قائلا بحزم: "سنأخذه إلى جزيرة قاحلة، حيث سيبقى فيها بقية حياته لكيلا يعود إلينا ثانية. والسلام".

 خصائص الأسطورة

وهكذا كان، فعلى الرغم من كفاحه العنيد، حُمل الشيهم إلى جزيرة صغيرة بعيدة عن شواطئ بلاد الهنود. لم يكن في الجزيرة كائن حي آخر سواه، لكن الشيهم لم يفقد الأمل. فبعد أن استراح قليلا من رحلته المتعبة، راح يتفقد موطنه الجديد، وهو يتذمر ويشكو حاله.

اسطورة قصيرة
اسطورة قديمة جميلة

اكتشف أنه لا توجد حتى شجرة واحدة على طول الجزيرة وعرضها، فالجزيرة جرداء تماما. ثم قال لنفسه: "علي أن أجد طريقة للخروج من هنا، وإلا فإني هالك لا محالة".

ظل يتأمل فيما يجب فعله طوال تلك الليلة واليوم التالي والأيام التي تلتها، وفي النهاية قرر الاستسلام للأمر الواقع وانتظار نهايته. وفجأة وقعت أحداث صادمة:

  • جاءت ريح عاتية من الشمال وهي تزأر وتصفر، فهدأت الأمواج، والتف العالم بضباب صقيعي أبيض طق أسنان الشيهم، فهو لم يعرف مثل هذا البرد القارس من قبل.
  • أخذ الضباب بالارتفاع تدريجيا، ورأى المنبوذ خلاصه يلوح أمام ناظريه، لقد تجمد سطح البحر العظيم بالكلية.
  • وعلى عجل فحص الشيهم متانة الجليد، ثم انطلق مسرعا في طريق العودة إلى بلاد الهنود.
  • كان الجليد قـد غطى أكوام الثلج، وكان الشيهم يقع فيها كلما تقدم بضع خطوات، وبلغ الشاطئ في الوقت المناسب، لأن الجليد كان قد بدأ في الذوبان.

بعد الأيام المريرة التي قضاها في الجزيرة النائية كان الشيهم قد نسي تماما خصومته مع القنادس، لكنه عندما تسلق إلى كهفه وجد أنها قد دمرت مسكنه وجحره الوثير الذي كان يُمني النفس بقضاء أيام من الراحة فيه، فصاح غاضبا: "إن هذا أمر لا يطاق أبدا".


 معنى أسطورة بالعربي

وفي تلك الليلة بالذات جمع عددا هائلا من الشياهم وقليلا من القنافذ التي تطوعت للمساعدة. من جهتها لم تكن القنادس أقل احتراسا، إذ علم زعيمهم من جواسيسه بعودة الشيهم. وبحلول الفجر تقابل الطرفان بأعدادهما العظيمة، وهما يعدان العدة لخوض المواجهة، ولا فاصل بينهما إلا النهر العظيم.

أطلقت القنادس صيحة الانطلاق، ثم قذفت أنفسها في الماء وشنت الهجوم. وعلى الرغم من قلة عددهم، استطاعت الشياهم أن تصد المهاجمين برشقة من الأشواك. فشنت القنادس هجوما آخر، ومرة أخرى هزموا، وأسرت الشياهم زعيم القنادس ذاته. فقدت القنادس قوتها وحماسها بعد أسر زعيمها، فتفرقت إلى بيوتها وانتهت المواجهة.

والآن إليكم قصة اسطورية قصيرة عن ما حدث للأسير. تشاورت الشياهم فيما بينها لتقرر مصير زعيم القنادس، فقال زعيم الشياهم بهدوء وحكمة: "يجب ألا يهلك بين أيدينا مهما كان الأمر لأن هذا سيغضب القنادس أكثر".

طرح أحد كبار الشياهم اقتراحا وقال: "لنصعد به إلى إحدى الأشجار العالية".

صاح الجميع بذهول: "فكرة رائعة!" وهم يتضاحكون. وفي الحال راحوا يجرون القندس المقيد إلى شجرة صنوبر طويلة. وعندما صعدوا به إلى قمة الشجرة، فكوا قيوده، ثم نزلوا ضاحكين.

انتاب القندس خوف شديد، وهو على هذا العلو الشاهق. كان رأسه يدور، وكلما هبت الريح على الشجرة، تيقن أنه هالك لا محالة.

لم تجد الشياهم في حياتها متعة أكبر من متعة مـراقبته، فظلت تضحك وتمرح تحت الشجرة حتى حلول الظلام. وعندما ذهبت الشياهم إلى بيوتها، هدأت الريح وتوقفت الشجرة عن التمايل. ولما رأى القندس ذلك، راح يفكر بوسيلة تُخلصه من ورطته.

فلاحت في ذهنه خطة: "لا يمكنني أبدا أن أنزل، فمصيري التحطم. لكن لدي أسنان حادة، فلماذا لا أستخدمها؟"، ثم راح ينخر قمة شجرة الصنوبر بهدوء.

ظل ينخر الجذع طوال الليل، قليلا فقليلا. وبحلول الفجر لم يبق من الجذع سوى جذل قصير، وصار بإمكان القندس أن يقفز بسهولة قبل أن يلقي نظرة أخيرة على إنجازه. عندئذ اختفى بحثا عن أقرب ماء كيلا يقع في الأسر ثانية وليروي غليله لأنه كان عطشا جدا جراء عمله في الليل.

هذا هو سبب العداوة بين القندس والشيهم في اسطورة قصيرة، فإن مررت يوما بجذل شجرة منخور، فمن الأرجح أن الشياهم نجحت مرة ثانية في أسر قندس، وكان على هذا القندس أن ينخر الشجرة لكي يهرب.

في الختام كانت هذه أسطورة جميلة من حكاية اسطورية قصيرة، أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بقراءتها. شاركونا آرائكم حول هذه القصة الاسطورية، ولا تنسوا زيارة موقعنا في أمان الله.

أسطورة القندس والشيهم قصة أسطورية من أروع الحكايات


اقرأ أيضا:

إرسال تعليق

تفضل بطرح أي تعليق أو رأي حول القصة.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال