قصة مؤثرة عن الصدق لرجل حكيم وعملة الذهب

قصة مؤثرة عن الصدق

تُعلم قصة مؤثرة عن الصدق قول الحقيقة وعدم الكذب على الناس. فالصدق يعتبر من أهم مكارم الأخلاق التي أمرنا بها الله عز وجل في الإسلام. وتعد حكاية قصص مؤثرة مكتوبة عن الصدق من أفضل الطرق لإيصال الرسالة بشكل جميل ولطيف.

قصص مؤثرة
قصة مؤثره

وإليكم هذه الحكاية المؤثرة والتي بها قصة وعبرة للكبار لقصة شاب مع أهل قريته، وعملة ذهبية كانت الفيصل بينهم، قراءة ماتعة.

 قصص واقعية حقيقية مؤثرة جدا للكبار

كان يا مكان في غابر الزمان كانت هناك قرية صغيرة على حافة غابة خضراء كبيرة. قرية بها آلاف السكان الطيبين الذين كوّنوا مجتمعًا صغيرا مترابطًا ومنسجما لزمن طويل، والجميع من أهل القرية يهتم بشؤون الآخرين وحاجياتهم.

ومع ذلك، ووسط منازل القرية الهادئة البسيطة، تواجد منزل صغير مختلف عن البقية، فقد كان المنزل لشاب اسمه حسام ويلقبه الجميع بالكذّاب، بسبب شهرته بالكذب الدائم وطبيعته الطمّاعة والخبيثة.

وذات يوم، وبينما كان القرويون منشغلين بأمور حياتهم ويقضون حاجياتهم، وصل مسافر جديد إلى القرية. كان المسافر الغريب رجلاً حكيمًا عُرف بعلمه وحكمته وأيضا بقدرته على معرفة الأكاذيب. كان القرويون متحمسين لمقابلته، وتجمعوا جميعًا في ساحة القرية لسماع ما سيقوله.

بدأ الرجل الحكيم بالتحدث للقرويين عن قصص مؤثرة عاشها خلال رحلاته، وحكى لهم أيضا عن قصص واقعية طويلة مؤثرة لأناس التقى بهم في جولاته العديدة. وبين لهم أهمية الصدق في ديننا الحنيف، وأن الله تعالى حرّم الكذب، وكيف أن الأكاذيب تؤدي إلى إيذاء الآخرين. ودعى القرويين إلى أن يكونوا صادقين في جميع تعاملاتهم.

وكتحفيز لهم على الصدق مع بعضهم، وعد بمكافأة أي شخص يمكن أن يَثْبُتَ على الصدق حتى في أصعب الظروف.

ولَمّا سمع حسام بتحدي الرجل الحكيم أضحى مفتونًا بالفوز بهذه المسابقة، وقرر أن يضع سمعته على المحك، والتي شابتها العديد من القصص المؤثرة على حياته. فذهب إلى الحكيم وقال له بكل ثقة: "أستطيع أن أقول الحقيقة، حتى لو كانت ضد رغباتي وستؤذيني".

لما سمع القرويون بأن حسام الكذاب يريد خوض التحدي انفجر الجميع ضاحكين، واستهزأوا من الأمر. ومن جانبه كان الرجل الحكيم متشككًا في البداية، لكن وبعد إصرار حسام على التحدي وافق على اختبار ادعاء حسام.


 قصص قصيرة مؤثرة

طلب الرجل من حسام أن يأخذ قطعة خبز وعملة معدنية ويذهب إلى الغابة. وأخبر الحكيم حسام أن يُطعم الخبز للعصافير فوق الأشجار ويدفن العملة المعدنية تحت شجرة، ثم يعود إلى القرية ويخبر أهلها بما فعله.

انطلق حسام إلى الغابة وكله حماس لفعل ما طلبه منه الحكيم والفوز بالتحدي، وإثبات أن بإمكانه أن يكون صادقا للقرويين. ولما وصل إلى الغابة شعر بالجوع الشديد وأراد أن يأكل الخبز، وفكر أن أخذ قضمة واحدة صغيرة لن تضر ولن يلاحظها أحد. وقبل أن يعض الخبز تراجع عن قراره وأقنع نفسه بعدم الكذب اليوم، وقول الحقيقة فقط.

فجأة سمع صوت عصافير تزقزق بأصواتها الجميلة فوق أغصان الأشجار. فسارع لرمي قطع الخبز وفتاته على الأرض، وشرع في التصفير بصوت رقيق للعصافير لكي تنزل وتأكل. وبالفعل رفرت العصافير الجميلة بأجنحتها الصغيرة في الهواء متجهة للأرض نحو فتات الخبز.

وذهب حسام من جهته بعد أن أكلت العصافير نحو جذع شجرة لدفن العملة المعدنية في التراب. لكن ولما رأى معدن العملة صُدم الشاب العازم، فقد كان للعملة معدن أصفر لامع برّاق. فهمس حسام لنفسه قائلا: "إنها مصنوعة من الذهب".

فكر حسام بما عليه فعله، وجالت بباله عدة أفكار خبيثة شريرة، كأن يأخذ العملة الذهبية لنفسه ويكذب على الرجل الحكيم بقوله أنه قد دفنها، أو أن يخبئ العملة في منزله ويُخبر الحكيم أن لصوصا تعرضوا له وسرقوا منه العملة الذهبية بعد أن رأو معدنها الذهبي، ولم يكن باستطاعته مواجهتهم.

لكن وبعد صراع طويل مع ضميره قرر حسام أن عليه الصبر والتحمل، ودفن عملة الذهب تحت التراب أسفل الشجرة وعاد أدراجه فرحا بما حققه اليوم، ومستعدا لسماع مدح القرويين وثنائهم عليه بعد كل ما فعله.

وبعد ما قام بما قال له الرجل الحكيم، عاد حسام إلى القرية يمشي متبخترا، فوجد الحكيم وأهل القرية متجمعين في ساحتها. تقدم نحو الحكيم الذي سأله قائلا: "هل قمت بما طلبته منك؟"

أجاب حسام بكل فخر واعتزاز بنفسه: "نعم أيها الحكيم، كان الأمر سهلا، رميت فتات الخبز لبِضعة عصافير جائعة، ودفنت العملة الذهبية اللامعة تحت التراب أسفل الشجرة".

وبمجرد إنهاء حسام لكلامه انفجر أهل القرية ضاحكين مما سمعوه للتو. وأخبروا الحكيم بصوت واحد أن عدم أكل حسام لخبز بين يديه لهو شيء مستحيل، وعدم أخذه لعملة ذهبية لهو أمر أشد استحالة من الأمر الأول. واصطدم حسام بواقع مرير.


 قصص مكتوبة قصيرة

شعر حسام بخيبة أمل كبيرة من سكان قريته، واستشاط غضبا من كلامهم. ورغم محاولاته المتكررة وحلفه بالله أنه يقول الحقيقة هذه المرة ولايكذب، إلا أن الجميع ظل يضحك عليه ولم يصدقه أحدا.

قصة مؤثره
قصص مؤثرة

ومما زاد الطين بلة، هو أن قول الرجل الحكيم له أنه قد فشل في التحدي، فإن لم يصدقه أهل القرية وهم أعلم الناس به، فكيف سيصدقه هو.

ولما فكر حسام مع نفسه جيدا وجد أن ردة فعل سكان قريته لهو أمر طبيعي بالنظر لمن يتحدث لهم. فلطالما كذب حسام عليهم ولم يتصدق يوما ولو بدرهم واحد في سبيل الله، حتى اشتهر ببخله الشديد وطمعه في كل شيء.

أحس حسام بالندم على كل كذباته وتصرفاته السابقة، وتمنى لو أنه لم يفعل شيئا منها، وتاب إلى الله تعالى قاصدا الغفران منه سبحانه. ومرت الأيام وكلما رآى فردا من قريته هرول إليه وهو يقسم أن ما قاله عن الخبز وعملة الذهب هو الحقيقة، وأنه تاب عن أفعاله الماضية. لكن الجميع كان يسخر منه ويصفه بالكذاب طيلة الوقت.

وفي أحد الأيام وبينما حسام جالس لوحده أتى إليه الرجل الحكيم، وأخبره حل مشكلته مع أهل القرية بسيط جدا. سأله حسام بشوق شديد لمعرفة حل معضلته.

فأخبره الحكيم أن عليه قول الحقيقة فحسب، وإخبار الجميع في القرية بأنه قد أكل الخبز وسرق عملة الذهب. بهذا سيفرح سكان القرية بصدقه معهم للمرة الأولى ولن يصفه أحد بالكذاب مجددا.

غضب حسام من كلام الرجل الذي اعتقد أنه كان حكيما، وأكد له أنه يقول الحقيقة، وأنه قد قام بالفعل بما طلبه منه رغم رغبته الشديدة التي كانت في فعل العكس. ونهض تاركا الرجل لوحده، واصفا حاله بأنها شبيهة بإحدى الشخصيات في قصص طويلة ذات عبرة التي كان يحكيها الحكيم.

 قصص واقعية

وبعد مرور أيام كان حسام نائما في منزله، فأيقظه مناد يصيح باسمه في الخارج. ولما خرج إليه حسام وجد أنه أحد شباب قريته وأخبره أن الرجل الحكيم قد طلب اجتماع أهل القرية كلهم لأمر هام. ضحك حسام قائلا للشاب أن يذهب في حال سبيله ويتركه يُكمل نومه، فهو لم يعد يهتم بطلبات الرجل الحكيم بعد الآن.

لكن الشاب أمسك بذراع حسام وأخبره أن الحكيم قد أكد على قدومه هو تحديدا، فرغم أن سكان القرية قد رفضوا قدومه إلى أن الرجل الحكيم كان مصرّا على وجود حسام بينهم. استغرب حسام من الأمر، وفكر أنه لن يخسر شيئا من ذهابه، فارتدى ثيابه وانطلق مع الشاب نحو الرجل الحكيم.

ولما وصل وجد جميع أهل القرية موجودين ومحيطين بالرجل الحكيم الذي جلس بينهم. تقدم حسام نحوه سائلا إياه عن سبب طلبه لقدومه، فأخرج الحكيم قطعة قماش من جيب رداءه ومنها أخرج عملة ذهبية براقة. فصاح حسام قائلا: "إنها هي، إنها عملة الذهب التي دفنتها في الغابة"

ابتسم الرجل الحكيم وقال لحسام ولجميع سكان القرية أنه قد وجد العملة في المكان الذي أشار إليه حسام بالتحديد، وأن حسام كان يقول الحقيقة منذ البداية، وأعلن الحكيم نجاحه في التحدي صابرا على تكذيب أهل قريته له، مستمرا في قول الحقيقة. شعر حسام بسعادة كبيرة من ظهور صدقه أخيرا، واعتذر أهل قريته له جميعا عن إصرارهم في تكذيبه.

لكن حسام أخبرهم أنه يتفهم موقفهم تجاهه، وأن الخطأ كان خطأه منذ البداية. فلو كان صادقا ويقول الحقيقة معهم لما كانوا أساءوا الظن به، ووصفوه بالكذاب دوما. وتقدم الرجل الحكيم نحو حسام قائلا له: "هل رأيت يا بني، الصدق والحقيقة أجمل وأكثر قوة وتأثيرا في نفوس الناس من الكذب والتزييف".


 قصص مكتوبة

فهم حسام درسه جيدا وأكد للجميع أنه لن يكذب مجددا عليهم، وسيستمر في الصدق معهم دائما. وهنا تكون حكايتنا والتي كانت قصة مؤثرة عن الصدق قد وصلت لنهايتها. ابحث في موقعنا لمزيد من القصص، في أمان الله.

إرسال تعليق

تفضل بطرح أي تعليق أو رأي حول القصة.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال